٢٠٠٧-٠٩-١٣

رسالة إلي القاضي ... شهادة الزور في المحكمة العسكرية


رسالة إلي القاضي ... شهادة الزور في المحكمة العسكرية
.
.
**
شهادةُ زور
.
هل صار أمرُ الظلمِ عُرفاً ساريا ...... بجهاتِ أمنٍ في بلادي عالية
كم ذا بمصـرَ مِن المحاسن إنما.... بعضُ المظالمِ حوَّلتْهـا مَساويا
أخذوا الكرام و لفَّقُوا لهم التهم ...... تجد المُلفِّقَ ظالماً متجنيا
تُهمٌ تُكالُ لهم بغير قرينةٍ ...... إلا الظنون أو الأدلة الواهية
جاء الشهودُ لكي يقولوا قولَهم ...... قولاً غريباً مضحكاً أو مبكيا
و تراهمُو و همُو حياري كأنما...... قد فُوجئوا ، وجدوا امتحاناً قاسيا
مُتَهرِّبين من الإجابة غالباً : ...... لا عِلمَ لي ، أو هل تُراني ناسيا
وأصابهم مرض الزهايمر كلَّهم ...... فنسوا و لم يجدوا دواءً شافيا
تَنسي و ترجعُ عند أهلك لاهياً ...... تدعُ البريءَ معانياً و مقاسيا
و إذا أجاب البعضُ قال مصادري ...... سِرِّيةٌ ، و تظل أبداً خافية
أظهر دليلَك ثمَّ أخْفِ مصـــــادرَك ...... إن كنتَ حقاً بالشــــــهادة مُدليا
و تري التناقضَ واضحــــاً في قولهم ...... ثمَّ الطــــــرائفَ إن أردْت التسلية
و خزينة المليــــــون و هي وديعةٌ ...... ما بالُها أضحت لديهم خــــــاوية
هذي الخزينــــــةُ حرَّزوها عندهم ...... و بألــــــف ألفٍ ، يا تري أين هيا
*
وكبيرُهم هذا الهمـــــــام بمفردِه ...... جمــــــــع الأدلة كلَّها متحريا
جاب البلاد جنوبـــــــها و شَمالها ...... أخذ الدلائل من مصــــــادرَ نائية
وجَدَ الدليلَ لمن هنا ببلادنــــــــا ...... و لمن تَغرَّبَ في بـــــلادٍ قاصيــة
قدُراته فوق الحــــــــدود و إنما ...... يجدُ ارتبــــــاكاً حين يلقي قاضيا
و لقد تلجلج في الجــــواب و ما دري ...... ما جرمُ من يرمي بريـــــــئاً خاليا
و تراه يشـــــــهد بالظنون و كلُّها ...... محض افتــــــراءٍ أو شكوكٌ واهية
و تراه يُمســـــــك بالوريقات التي ...... كذِباً يقلِّبُ بينها و يســـــــاويا
أستاذُ شرعٍ عند شاهدِ عصــــــرنا ...... في لحظةٍ يُضحي الطبيـــــبَ مُداويا
و يُحيل دومـــــــاً للمحاضر إنـها ...... حبلُ النجـــــــاة إذا تلعثم ساهيا
و إذا تعقَّدت المســــــــائل حوله ...... طلب الرجوعَ إلي القيـــــادة الحاليه
و تراه يصــــــــطنع الثبات كأنه ...... صدَق الحديثَ و لم يكـــــن له مخفيا
لكنَّ قولَ الـــــــزور يفضحُ حالَه ...... تجد اضطراباً بالملامـــــــح باديا
و تراه يجهـــلُ أن عاكفَ مرشـــدٌ ...... شَمَّتَّ فيك صواحبــــــاً و أعاديا
إن كنت تجهل سلْ تُجبْك مصـــــادر ...... علنيةٌ في كل قطــــــــرٍ و ناحية
و إذا شهـــــــادته التي جاء بها ...... زورٌ و من كل الدلائــــــلِ خالية
*
هذي البلادة في الشهـــــادة هل هي ...... أن طمأنته رئــــــــاسةٌ متعالية
قل ما حَـــلا لك أو بدا لك إننـــا ...... هنا من ورائــــــك قد كتبنا الترقية
هذي الحشـــودُ و ذي الجنود ألا تري ...... و كذا الشهـــــود تراها طوع بنانيه
فاذهب أَرِقْ ماءً لوجهِـــــك ساعةً ...... كم كان فينـــــــا ماءُ وجهٍ راقيا
*
عذراً لضــــــابط شرطةٍ لا أعرفه ...... لكــــــــن ردودُك خيَّبت آماليا
قد كنتُ أرجوك ليوم كريــــــهةٍ ...... تحفـــــــظ بلادي أو تصد أعاديا
أو تُنْصـــــف المظلومَ جاء ليشتكي ...... أو تَنْــــــــصر المقهورَ جاء باكيا
أو تُنجــــــد المطروق ليلاً عندما ...... اقتحم اللصوص البيـتِ بعد الثانية
أو تمنــــــــع التزويرَ شرَّ بليةٍ ...... يهوِي بمصرَ من المكانة العالية
و تجوب بالطرقـــــات تحفظ أمنَها ...... وتكون صِــــــــدْقاً للأمانة راعيا
و تردُّ من قد سولــــــت له نفسه ...... نشرَ المخـــــــدِّرِ و السموم الفانية
و موفراً جهــــــد التحري لمن همو ...... زرعوا الفســـــاد و يأخذون رشاويا
تهبط بجنـــــــدك في الليالي مباغتا ...... أوكارَ فِســـــــقٍ تستضيف غوانيا
و تفض حانـــــــاتِ المجونِ لأنـها...... تُغوي الشبـــــــاب تَشُدُّهم للهاوية
أو تُرجع الأمنَ العـــــــزيز فلا نجد ...... وسط الشــــــوارع سارقاً أو جانيا
*
فمتي الإفاقة قبل قول القائــــــــل...... يا ليتــــــــني ما كان ذاك فِعاليا
أو أن تصابَ إذا فَقِهْتَ بدعـــــــوةٍ ...... تأتيــــــــك ممن قد ظننتَه ناسيا
و متي الإنابة قبل يوم فجــــــــاءة ...... يا فــــــوزَ من يك يوم ذلك ناجيا
**
القاضي العادل
.
قاضي القضــــــاةِ و أنت فينا عادلٌ ...... إن جاء مظلــــــومٌ ببابك شاكيا
كَثُرَت مظــــــالمُ من جهاتٍ عِدَّةٍ ...... كانت تُعَدُّ لأمن بلــــــدي حامية
أسفاً لحال الظلـــــم أصبحَ عندها ...... في كل ركــــــنٍ ظاهراً لا خافيا
يا أيها القاضي المبجَّـــــــلُ إننا ......عِفْنا مَرارَ الظلـــــم أصبح طاغيا
و لقد تكونُ مظــــالمي من بعض من ...... قدْ عيَّنُوه لأمن بلـــــــدي راعيا
هذي المباحث و النيابــــة خُصِّصَت ...... من أجل أمـــــن بلادي يُرفعُ عاليا
ما بال حقي مستباح عنــــــدها ...... من يا تُري عدلٌ يَرُدُّ حقــــــوقيا
هذي الجهات توغَّلــــت و تغلغلت ...... في كل شأنٍ من شُئــــــون بلاديا
*
بالله عنـــــــدك هل تُجرَّم فكرةٌ ...... أم أن يكون الجــــــرمُ فعلاً باغيا
بالله عنـــــــدك هل تُحرَّم رغبةٌ ...... لمبادئ الشـــــــرعِ ترفرفُ عاليا
**

جهات الضبط
.
أرأيت من جحدوا العباد حقـــوقَهم ...... و تــــــــراه دوماً غاشما متعاليا
شيخٌ يُغمَّي عندهم لســــــؤالِه ...... ما ضرَّهم إن كان يُسألُ رائيا
شابٌ يُسبُّ بما تعـــــفُّ الألسنة ...... عن ذِكْره بجهـــــــات أمنٍ عالية
هذا قليلٌ من كثيرٍ عــــــندهم ...... هم يعلمون قـــــــوادماً و خوافيا
أرأيت من يحمي الحقـــوق يضيعُها ...... و يُرَي عليها جائــــــــراً مُتعديا
رمْيُ البريء غدا اعتيـــاداً عندهم ...... و هنا تُكرَّرُ الاسطـــــــوانة البالية
و إذا أتوا بي من لقــــــاءٍ إنه ...... فرحٌ لديهم قد أصــــــابوا أعاديا
ها هم هنا متلبسون بجـــــمعهم ...... خمساً و سبعاً ، ستــــــةً و ثمانية
و هنا دليلٌ يا نيابةُ فاحضـــــري ...... تجدي طبـــــــاقاً بينهم و صوانيا
و لربما بعد الطعام تكلمــــــوا ...... فيما يهدد أمن مصـــــــر الغالية
و لقد ضبطنا بعــــض أوراقٍ هنا ...... نأتي بأخري أم تكـــــــون كافية
و لقد سمعناهم يقولــــوا لبعضهم ...... رمضانُ أقبل أين شغــــــل التربية
و سمعنا آخر منهمو يدعــــو يقول ...... يارب خذ عنا العيــــــون الخافيا
و تري و تسمع في الهواتف كـــلِّها ...... مبروك يا افندم هـــــل ضمنا الترقية
قواتنا ضبطت لقـــــــاءً جامعاً ...... سَرَّ الصـــــديقَ و قد يغيظُ أعاديا
هذا نتيجة جهدنـــــا و جهادنا ...... و لقد سهــــــرنا لأجل ذاك لياليا
و تتبُّعُ الأحفالِ فيهـــــم دائما ...... من ذا يُعزِّي و من يجيـــــئ مُهنِّيا
و تلصصٌ في خبرةٍ و مهـــــارةٍ ...... علي الهواتف و البيــــــوت الخالية
*
و تكررت تلك المظــــالم أو غدت ...... لهم اعتياداً أو أمـــــــوراً مسلِّية
و أمَرُّ مـــــــن ظلمٍ تَعَوُّدُه فلا ...... تجد ابتئاساً أو ضمــــــيراً مباليا
لا بأس أن يَجِــــدَ الضميرُ مُسَكِّناً ...... إن راح يشـــــكو أو لم يَبْدُ راضيا
فهنا المسابـــــح و السجاجيد التي ...... يأتي إليها من يكــــــون مُصَلِّيا
سهلٌ لديهم أن يَغِيرُوا مع الدجــــي ...... ليُفَزِّعوا أمن البـــــــيوت الآوية
سهلٌ عليهــــــم نزعُ عائلِ أسرةٍ ...... من بين أطفالٍ صـــــــغارٍ باكية
سهلٌ كذا رَمْـــــيُ البريء بتهمةٍ ...... يا ويحَ من يرمي بريــــــئاً خاليا
سهلٌ كذا دَسُّ الســـــكاكينِ التي ...... قد حرَّزوها من المطابـــــخ حامية
**

جــهات تحــقيق
.
و إذا ذهبت إلي النيـــــابة لا تجد ...... إلا المودةَ و العـــــــلاقة الصافية
لا تعجلنَّ ، فتلك بينهـــــما فقط ...... فكلاهما جــــــــهاتُ أمنٍ عالية
بين النيابة و المباحــــــث شفرةٌ ...... كلماتُ سرٍّ عن كثـــــــيرٍ خافية
فكلامهم أبدا يُصَــــــدَّقُ عندهم ...... و كلامُنا يحتـــــــاج أذناً صاغية
و قرار حبسٍ بعد حــــــبسٍ كأنما ...... كان التـــــــحقق لا يزال جاريا
و الحجةُ التحقــــــيقُ حتي ينتهي ...... و إلي متي يبــــــقي التحقُّق ساريا
حسبي الإله و ليـــــس يعلم غيرُه ...... عن كل فـــــــردٍ ما يكون ناويا
و يجيء أهلٌ في انتظـــــار حبيبهم ...... و رجاءَ عفوٍ قــــــد يكون مواتيا
و الأصل في الأمر العقـــوبةُ عندهم ...... أما التجــــــاوزُ قد يكون نائيـــــــــا
لا يعبأون بوّجْدِ أهــــــــــلٍ و أحبـــــةٍ ...... افترشوا بكوراً ذا الرصـــيف الموازيا
*
ساءلتُ نفسي هل يفكر أحــــدُهم ...... ما بالأهالي من مشــــــاعرَ عانية
إني أشك بأن بعضاً منهـــــــمو...... ملكوا نفوساً أو قــــــلوباً حانية
و لربما يُخفي التأثرَ عـــــــندما ...... يَلقي المظالم مــــــا تزال طاغية
له شكرُنا و سؤالنا عن حــــــاله ...... هذا التأثــــــرُ هل يكون كافيا
**

جــهات إعــلام
.
و خطوط صِلَةٍ بالمنابر علّــــــَها ...... تأخذ و تنـــــشر ما عليَّ و لا ليا
كم تقرأنَّ جريدةً و تري بــــــها ...... طعــــــناً و تجريحاً علي إخوانيا
و لربما طلب الـ ....... مكـــــانةً ...... ما نالها إلا بسَبِّ صِحابيــــــا
و لربما طمع الـ ....... برتبــــــةٍ ...... بـــهجائنا جـــاءت إليه الترقية
و لربما زاد العطاء لكــــــلِّ مَن ...... وجــدوه أخلص في الهجوم تجنيا
و إذا الكريـــم أراد يُنصِفُ قالوا ...... لا فتراه يكتب منصــــــفاً متواريا
**
هــذي المظــالم
.
هذي المظـــالم كلُّها قد أنبتت خوفاً ...... و رعبا في جميـــــــــع بلاديا
و لئن سألت عن التخلــــف عندنا ...... هذي المظـــــالم أولا .. هي ثانيا
يخشـــــي أناسٌ أن يقولوا رأيهم ...... فيصيبهم ما أصــــــاب إخوانيا
و يري المفاســـدَ أحدُهم و يقول لا ...... ما كنت أســـــمع و لم أكُ رائيا
مالي دعوني أسـير جنب الحائط ...... حتي أعود مُسَـــــــلَّماً لعياليــــــا
إن كان خطأٌ ، غيـــري هو أدري به ...... أو كان ظلمٌ ، فلا شــــــأن ليا
كم ذا بمصـــــرَ من الكرام و ربما ...... غلب اللئيم علي الكريـــــم تجنيا
كم ذا بمصــــــر من المحاسن إنما ...... هذي المظالم حولــــــتها مساويا
العدل يٌحلي للفـقـيـــــــــر كِســــــرةً ...... و الظلم يُظهرُ في الشــــواء مَساويا
**
شــرعٌ حــكيم
.
يا قومنا ندعو إلي شـــــرع الإله ...... متكاملا متســـــــامحا متوازيا
و ضع المبادئ و الإطــــار تاركاً ...... كلَّ المساحــــــة للعقول الواعية
تبدع و تنقل ما تشاء و إنمـــــا ...... هي للمبادئِ و الأصــــولِ مراعية
كفل الأمان لكل من في أرضــــه ...... كلُّ النفوس في ظل عــــدله راضية
ضمن الحقوق لمن يعـــيش بأرضه ...... كلُّ الطــــوائف في الحقوق سواسية
وضع المبادئ للســـــعادة كلِّها ...... في كل دارٍ فانيـــة أو بــــاقية
**

أمــل
.
ما حيلة المظلوم طــــــال غيابه ...... إلا الدعاء يشكــــــو و يجهر عاليا
طال اغترابي بغير ذنـــــبٍ جنيته ...... زاد اشتياقــــــــي لأهلي و عياليا
تنام عينك و هو منتبــــــهٌ يقول ...... يارب خــــــــذْ لي من فلانٍ ماليا
*
يامن بلغت من العقود زيـــــادة ...... ستاً و سبعاً أو تكــــــــون ثمانية
هلا خَلوْتَ لأمر نفسك ساعــــةً ...... تَزِنُ الأمور بنظرةٍ متأنيـــــــــة
كم ذا ستخسر إن أطعت ضمـيرك ...... ماذا يفوتك من حيـــــــــاةٍ فانية
كم ذا ستكسب إن أبيت مظـــالمَ ...... و رجوت ربَّك في حيــــــــاةٍ باقية
هذي المظالم قد نمـــت و ترعرعت ...... في ظل حكمك لم تجـــــــد لها ناهيا
و بجرة القلمِ الجــــــريءِ تقولها ...... لا لن أكون لظلـــــــم أحدٍ ماضيا
و لئن وَجدْتُ مظـــــالمَ سأردُّها ...... إني أريد لقــــــــــاءَ ربي خاليا
لا أشتري دنيا لغيــــــري بَخْسةً ...... و أبيعُ ديني بالرخيـــــــص الفانيا
**

moheb2001@yahoo.com بقلم: محــــــــب

هناك ٤ تعليقات:

محمد يقول...

أكرم الله الشاعر

وجزاه كل خير

اللهم فك قيد أسرانا

المنشد العام للإخوان المسلمين يقول...

...فك الله أسرانا جميعاً

أين مشاركتك في الحملة يا عم أحمد؟

شعر جميل ومؤثر وطويل

/أخوك
المنشد العام للإخوان المسلمين

اسلام ابوغزاله - مدونة ليه بس ؟ يقول...

جزا الله الشاعر خيراً
اللهم فك قيد اسرانا , ارجعهم إلينا سالمين , اللهم اجعلهم يقضون رمضان مع اهليهم في بيوتهم ,,, اللهم امين

غير معرف يقول...

مهما حاولوا

سننتصر ...